ترفيه

أشكال الحصى وانتشاره ينبئ عن سلوكيات موجات التسونامي

ربط باحثون من جامعة طوكيو متروبوليتان وجامعة ريتسوميكان بين نمط الانتشار الدائري (على شكل منعطف) لرواسب التسونامي ومدى وصول موجاته إلى عمق المدن اليابانية، وإمكانية التنبؤ بسلوك الموجات القادمة.

وقدم الباحثون في الدراسة التي نشرت منتصف يوليو/تموز الماضي في دورية “ساينتيفك ريبورتس”، أول تقدير لمسافات غمر موجات المد العاتية على مدى الأعوام الأربعة آلاف الماضية على ساحل سانريكو.

كما جمعوا عينات من الحصى من أمواج تسونامي مختلفة في منطقة كويادوري باليابان، ووجدوا تغييرا مفاجئا في تكوين حوالي 40% من الرواسب في مسافة الغمر بين خط الساحل ونقطة نهاية وصول مياه التسونامي بغض النظر عن حجمه.

مناطق الانقسام
تعد التسونامي إحدى الكوارث الطبيعية الأشد تدميرا، لذلك فإن فهم حجمها وشدتها له أهمية علمية واجتماعية اقتصادية. ومع ذلك، ورغم ما يبذله الباحثون من جهود لدراستها وفهمها، فإن حدوثها بشكل متكرر قد يجعل الدراسات الكمية من الصعوبة بمكان، خاصة مع تكرار حدوث الهزات الزلزالية المسببة لكارثة التسونامي حول مناطق الانقسام.

وتحدث مناطق الانقسام الجيولوجي حين تنخفض صفيحة تكتونية تحت صفيحة أخرى، وهو حدث يقع مرة واحدة في فترة تتراوح بين 100 إلى 1000 عام.

ومع تباعد الفترات الزمنية التي تحدث فيها الانقسامات الجيولوجية، قرر الباحثون اللجوء إلى حل آخر أسهل في الدراسة ليسهل فهم ودراسة أحداث التسونامي، وذلك بدراسة الرواسب الجيولوجية، وهو ما قد يساعد في التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية وموجات التسونامي المقبلة.

سلوكيات تسونامي تنكشف عبر دراسة آثاره في المناطق التي غمرها (مواقع إلكترونية)

منعطف الحصى
أجرى الباحثون في الدراسة الحالية دراسات لعينات الحصى التي جمعوها من ثقوب التجاويف والخنادق في مدينة كويادوري الواقعة وسط ساحل سانريكو.

وتم أخذ العينات الجيولوجية المقابلة لثلاثة أحداث تسونامي وقعت في أعوام 1611 و1896 و2011. تمكن الباحثون من معرفة القياسات والأبعاد الهندسية “المورفومترية” لهذه العينات، بالإضافة إلى تحديد مسافة الغمر، أو إلى أي مدى تصل موجات التسونامي إلى المناطق الداخلية.

مكن استخدام التحليل الحاسوبي للصور الباحثين من تقريب كل حبيبة من حصى العينات، مما يعطي بيانات أكثر دقة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 100 مرة أفضل من الطرق اليدوية. وبمقارنة التوزيعات مع قياسات الحصى الحديثة لشواطئ البحار والأنهار، وجد الباحثون أنه يمكنهم التفريق بين الحصى البحري والحصى النهري، وتقدير كمية كل منهما.

وكشفت الدراسة أن نسبة الحصى تتغير فجأة على بعد مسافة معينة من ساحل البحر. وسميت هذه النقطة باسم “منعطف تسونامي الحصى” الذي ترجح الدراسة أنه ينشأ عن موجات الحصى المنقول من المناطق الداخلية مع مياه البحر العائدة من رحلتها في غمر تلك المناطق. ورغم حدوث تلك الظاهرة في مواقع مختلفة، فقد وجد الباحثون أن أقصى مساحة شغلتها هذه الظاهرة لم تتجاوز 40% تقريبا من منطقة مسافة الغمر.

ويعتقد الباحثون أنه يمكن تطبيق نفس التحليل السابق على أحداث تسونامي قديمة أخرى لتقدير المدى الذي قد بلغته في المناطق الداخلية، وهو ما يسهل في المستقبل التنبؤ بسلوك موجات التسونامي والتخفيف من آثار هذه الكوارث والتخطيط الفعال لإدارة وحماية المجتمعات الساحلية.المصدر : الجزيرة