ترفيه

القموعة جنة عكارية تستقطب الزوار

تستعيد منطقة القموعة مع بداية كل صيف، حيويتها وزوارها الذين يتوافدون إليها خلال عطلة نهاية الأسبوع للاستجمام والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة.
ويعجّ سهل القموعة بالزوار من مختلف المناطق، إضافة إلى الفرق الكشفية والشبان من محبي السياحة البيئية الذين يمضون أيام العطل في اكتشاف غابات المنطقة وجبالها، ويقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام في جبال عكار المحيطة بالقموعة من كل صوب، وذلك بإشراف مع «مجلس البيئة في عكار».
وفي جوار السهل تتداخل أصواب المرح  من مدينة الملاهي التي تعج بتلامذة المدارس والزوار، إضافة إلى التنزه على صهوة الخيل التي يتم استئجارها مقابل مبلغ مالي زهيد يشكل مردوداً لبعض العائلات.

وتتصل القموعة بمحيطها، من خلال حدودها الشاسعة الممتدة من منطقة أكروم عند الحدود اللبنانية ـ السورية مروراً بعندقت، القبيات، عكار العتيقة، وفنيدق، وصولاً إلى قضاء الضنية. وهي تتصل ايضاً بمحافظة البقاع.

وتتربع القموعة فوق القرى العكارية، إذ تتدرج في الارتفاع من 1500 متر حتى 1700 عند السهل الفريد من نوعه في حوض المتوسط لوجوده على ارتفاع عال، وتحوطه مجموعة من التلال والهضاب تلفه بشكل شبه دائري. وتغطي الثلوج السهل شتاء، بينما يتحول إلى بحيرة طبيعية في الربيع، وتتجمع المياه بفعل ذوبان الثلوج التي تغطي المرتفعات المحيطة به، وأبرزها تلة قلعة عروبا التي يصل ارتفاعها إلى 2300 متر. والبركة بمثابة خزان مائي لمحافظة عكار بأكملها، تنبع منه الأنهر الرئيسية في المنطقة (نهر موسى، والنهر الكبير الجنوبي، والأسطوان..)

وتضم المنطقة أكثر من أربعين نوعاً من الأشجار الحرجية وعدداً كبيراً من أشجار الأرز التي يصل عمر بعضها إلى نحو ألفي سنة، إضافة إلى أشجار الشوح والعرعر النادرة التي يصل ارتفاعها إلى نحو ثلاثين متراً ويبلغ محيط بعضها ستة أمتار. وتضم ايضاً غابة العذر التي تضم نحو أربعة آلاف شجرة سنديان من فصيلة آرون أواك الكثيفة والعملاقة، فضلاً عن غنى المنطقة بالثروة الحيوانية، والآثار التي تعود إلى العهود الفينيقية والكلدانية والرومانية والبيزنطية والعربية، والكهوف التي بقيت مأهولة حتى الفتوحات الاسلامية.

ونظراً إلى أهمية المنطقة من الناحية الطبيعية والبيئية والحيوانية، ترتفع الأصوات باستمرار للمطالبة بإعلانها محمية طبيعية، والمحافظة عليها من أعمال القطع المستمرة والممنهجة التي تطال أشجارها النادرة، حيث سجل في العامين الماضيين قطع ما يزيد على 400 شجرة من أشجار الشوح، والعرعر، والسرو.

ويلحظ الزائر مدى التحول الحاصل في المنطقة التي أنشئ فيها بعض المنتجعات السياحية، من مطاعم، ومدينة ملاهي، ومحال تجارية، إضافة إلى المقاهي المنتشرة في أرجائها. وتعاني المنطقة، في الآونة الأخيرة، من مشاكل التلوث الناتجة من رمي الأوساخ، إضافة الى قيام العديد من المواطنين والرعاة باستعمال الأراضي المجاورة للسهل لإقامة حظائر للحيوانات.

واللافت أن المنطقة لم تحظ بأي اهتمام من الجهات المعنية، بالرغم من صدور العديد من القوانين القاضية باعتبارها محمية، إلا انها بقيت أسيرة الأدراج وسط غياب الوزارات المعنية، واستهتار نواب المنطقة بالموارد الطبيعية.
.